Abstract:
تناول الباحث في هذا البحث موضوع التدخل الإنساني في ليبيا بين أحكام القانون الدولي وسياسات الدول الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية انموذجا، والذي من خلاله توصل إلى أن عملية التدخل الإنساني في ليبيا هي حرب مصالح بامتياز، قبل أن تكون حرب من أجل حماية القيم الإنسانية، فالتدخل الأممي في ليبيا وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، كان تحت المسوغات الإنسانية والمسؤولية الأخلاقية للمجتمع الدولي، إلا أن الأبعاد السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لليبيا كان لها أثر كبير في عملية التدخل وسرعته تحت المسمى "الإنساني"، فالصراع الدولي على مناطق النفوذ والتخلص من الإرباك الذي سببه القذافي للدول (الغربية) وسياساتها في إفريقيا خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية، هذا من ما جعل هذه الدول تبدي استيائها من سياسات القذافي، وبالتالي كانت وراء التسريع بالعملية العسكرية الأمريكية والأوروبية في ليبيا.
كل هذه الأسباب شجعت هذه المنظومة الدولية في انتهاز الفرصة للتخلص من نظام مغامر وغير مستقر في محدداته السياسية، وبالتالي انتهزت فرصة التدخل الإنساني في محاولة لصياغة النظام السياسي الجديد في ليبيا، وذلك للحفاظ على مكاسبها العسكرية والسياسية؛ كي تكون أكثر تأثيرا ونفوذا خدمة لمصالحها السياسية.
ففي ضوء الشواهد العديدة - من خلال هذا البحث - اتضح أن التدخل الإنساني في ليبيا، قد استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية للنيل من النظام الحاكم في ليبيا والذي لا يتماشى مع اعتبارات سياساتها.
وفي إطار هذا الوضع المتداخل والمعقد، الذي لم يُسعف في خدمة الواقع الليبي، إذ فَتح الساحة الليبية على تأثيرات عميقة أتت على بنية الدولة الأمنية والسياسية والتنموية بمقتل، خصوصا في ظل التجاذبات الدولية الإقليمية.
لذلك فإن أي دولة تسعى لتجنيب ذاتها آثار التدخلات الخارجية السلبية، فلابد من أن تُحصِّن جبهتها الداخلية بمزيد من الشراكة والتوافق والتعايش السلمي.
وبناء على كل ما سبق فقد تبين للباحث من خلال هذا البحث مجموعة من النتائج والتوصيات