Abstract:
تعد مشكلة الاندماج الوطني في مقدمة التحديات التي تواجه معظم الدول الأفريقية, ومنها دولتي أوغندا وليبيريا,حيث باتت تشكل الظاهرة الأصيلة التي تتسبب في العديد من المشكلات الفرعية الأخرى, وبدون التوصل إلى إيجاد حل موضوعي وجذري لهذه المشكلة, فإنه من الصعب بل من المستحيل أن يحقق الكيان السياسي الاستقرار اللازم لمواجهة المشكلات الأخرى, فمشكلة التنمية على سبيل المثال, تتطلب في حد ذاتها درجة مقبولة من الاستقرار السياسي, الذي لا يتأتى إلا بوجود دولة مندمجة, تنصهر في بوتقتها كافة الولاءات الفرعية في المجتمع.
حيث سعت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على مشكلة الاندماج الوطني في دولتي أوغندا وليبيريا, من حيث الكشف عن أبعادها المختلفة والتعرف على أسبابها, والتوصل إلى نتائجها, ومعرفة كيفية تعامل الأنظمة المتعاقبة معها.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن مشكلة الاندماج الوطني في أوغندا, هي مشكلة مزمنة ومازالت قائمة, وإن تفاوتت حدتها من فترة لأخرى, ومن نظام حكم لآخر. يتجلى ذلك في نشاط بعض الجماعات المتمردة، التي تثير القلاقل وعدم الاستقرار.وأظهرت الدراسة أن العلاقة بين أبعاد مشكلة الاندماج الوطني في أوغندا, تأخذ تارة شكل الانطباق, وتارة أخرى شكل التعارض بين هذه الأبعاد, وهي التي ساعدت على تماسك أوغندا وبقائها ككيان سياسي واحد ومستقل رغم التحديات التي تواجهها.
كما أظهرت الدراسة أن مشكلة الاندماج الوطني في ليبيريا هي مشكلة مزمنة ترتد بجذورها إلى نشأة الدولة في أوائل القرن التاسع عشر على يد جمعية الاستعمار الأمريكية وهي لاتزال قائمة وإن تفاوتت في حدتها من فترة لأخرى ومن نظام سياسي لأخر. ولقد أظهرت الدراسة إن مشكلة الاندماج الوطني في ليبيريا تعود إلى تظافر وتداخل أربعة عوامل عملت على بلورة تلك المشكلة وهذه العوامل هي: العوامل الثقافية والعوامل السياسية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.ولقد أبرزت الدراسة أن جميع الحكومات من الأمريكان الليبيريين والتي تعاقبت على السلطة من عام 1847 وحتى عام 1980, قد عملت على استثارة وتنشيط وتعبئة الاختلافات بين الأمريكان الليبيريين من جهة والسكان الأصليين من جهة أخرى.