Abstract:
فإن القرآن الكريم هو الأصل الأول والسنة هي الأصل الثاني من مصادر التشريع، ومنزلة السنة من القرآن أنها مبينة له، وشارحة لنصوصه تفصل مجمله وتوضح مشكله وتقيد مطلقه وتخصص عامه وتبسط ما فيه من إيجاز، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). ولما كان علم التخريج جزء لا يتجزأ من علوم الحديث، اخترت هذا العلم ليكون الميدان الذي أبحر فيه، ولما كان كتاب المدخل للإمام أبي عبد الله بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت 737 هـ، أحد أهم كتب المذهب المالكي، حيث اشتمل على جملة من الأحاديث النبوية، والآثار المستشهد بها من غير اعتبار لدرجاتها ففيها الصحيح، والحسن، والضعيف، لذلك اخترت الكتاب، للعناية بالجانب الحديثي فيه، وليكون موضوع رسالتي، ومجال بحثي، تحت عنوان: تخريج الأحاديث والآثار الواردة في كتاب المدخل (الجزء الثاني) للإمام ابن الحاج العبدري الفاسي. وهو أحد الفقهاء المعروفين والمشهورين بالعلم والصلاح, وهو من أعلام السنة الراسخين, كان عالما بالمذهب المالكي, عرف عنه الانقطاع عن الدنيا والزهد, (فهو عالم جليل, اشتهر بالخير والزهد والورع والصلاح, وهو واحد من مشايخ هذا المذهب المشهورين). ومن أبرز آثاره كتاب المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على كثير من البدع المحدثة والعوائد المنتحلة.