Abstract:
الحمد لله على نعمه بأن جعل لغتنا لغة القرآن، وكلاما لأهلِ الجنان، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين: سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد، فيعتبر الزمن ظاهرة طبيعية من ظواهر الكون، انتقل مفهومها إلى اللغة، حيث تعتبر من أكثر الظواهر اللغوية تعقيدا، إذ تناولها النحاة العرب بالإشارة الخفيفة تارة، وبالدرس المعمق تارة أخرى، حتى صارت إحدى المقولات الصرفية، كمقولة الجنس من مذكر ومؤنث، ومقولة العدد من مفرد ومثنى وجمع، ومقولة الزمن من ماضي وحاضر ومستقبل، وغيرها من المقولات الصرفية، وأكثر ما ارتبطت به هذه المقولة الأفعال، حيث شكل الزمن أحد أهم دعامتين في تشكيل هيكل الفعل، لذلك جاء موضوع الدراسة (الفعل زمانه وأبنيته)، ولتحديد هذه الدلالات بدقة أكثر، وانطلاقا من أهمية الشعر في الاستشهاد على قواعد اللغة وأحكامها، وبخاصة شعر الشعراء في عصر الاحتجاج، كان لابد من الاشتغال على إحدى المدونات؛ لإبراز هذه الدلالات، فرأت الباحثة أن تتناول نصوص ديوان شعري لشاعر من الذين يحتج بشعرهم، فوقع الاختيار على ديوان بشار بن برد، حيث إن شعره يعد أحد المصادر في الاستشهاد اللغوي في معظم مستويات اللغة؛ لرصانة لفظه، وجمال سبكه، وجودة معناه، فجاء موضوع البحث موسوما بــ ( الفعل زمانه وأبنيته في ديوان بشار بن برد دراسة صرفية دلالية).