Abstract:
فإن دراسة اللغة العربية تعد من أجل العلوم وأشرفها، وأنفعها؛ لما تسهم به في فهم العبارة، وإدراك المعنى، ولاعتبارها لغة كتاب الله ولسان رسوله ، ثم إن تعلمها يقيم اللسان، ويجلي الغموض، ويبلغ المراد. والحديث النبوي الشريف من أجل العلوم وأنبلها، وهو المصدر الثاني للتشريع، ولأسلوبه قدرة فائقة على التصوير الموحي، وعلى التوضيح والإبانة، مما يجعله يفيض بمشاهد ذات خيال واقعي خصب، وقد كان في أغلب الأحيان يؤثر الإبانة عن المعنى المجرد، بصور البيان المستمدة عناصرها من حياة المخاطبين، وذلك أدعى لفهم مراده والتأثر به.
أسباب اختيار الموضوع :
ومن شأن الصورة البيانية أن تزيد الأثر جمالا، وترفع من شأنه، وتكسو المعاني أبهة، وتضاعف من قواها في إثارة النفوس وانفعالها، وإيمانا مني بجدوى دراسة الحديث ـــــ كونه رسالة سماوية ـــــ على الرغم من أن الجهد البشري المبذول فيه دون ما يليق به، وأنه - إن أُخلص وأُتقن - جهد غير عقيم؛ لذلك استهواني البحث في الحديث النبوي؛ فسجلت بحثي لإتمام مرحلة الماجستير، تحت عنوان جماليات الصورة التشبيهية في صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، وكتاب الزهد والرقائق أنموذجا، رغبة مني في الاطلاع على الذخائر البيانية، في أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، من ناحية معانيه وجمالياته البلاغية.