Abstract:
لقد تحولت الموانئ من مجرد محطات لاستقبال السفن إلى صناعة عالمية معقدة ومتشابكة تدخل فيها الاستثمارات المالية بالمتطلبات التقنية والادارية والتشغيلية، وتزايد الاتجاه نحو اقامة المجمعات الصناعية داخل الموانئ مما جعل منها قطاعا إنتاجيا، لهذا أصبح مجال اللوجستيات يؤثر بدرجة كبيرة ومهمة على أعمال الميناء، مما جعله حلقة في سلسة الإدارة الشاملة للوجستيات لتحقيق سياسة إمداد العملاء بمطالبهم بأسرع وقت وبأقل تكلفة ودعم القدرة التنافسية للموانئ البحرية، ولهذا قام البحث بالتعريف بالموانئ البحرية وتصنيفاتها ومراحل تطورها والأنشطة التي تمارس داخل الميناء ومدي ارتباط هذه الانشطة بإدارة المواد والتوزيع المادي ومن ثم التعريف بالأنشطة اللوجستية وأهدافها والانشطة المرتبطة بها ومكونات النظام اللوجستي ووصولا إلي تقديم بيان توضيحي لأهمية تطبيق المفاهيم الحديثة لخدمات الموانئ وصناعة النقل البحري ودورها في تطوير الموانئ والرفع من كفاءتها وإمكانية تطبيقها في الموانئ الليبية من خلال محاولة الالمام بمختلف المفاهيم التي لها علاقة بالنقل واللوجستيات وتقديم دراسة للوضع الحالي للموانئ الليبية لمعرفة قدراتها وكفاءتها وما اذا كانت تواكب التطور العالمي في مجال النقل البحري، المتمثلة في المفاهيم اللوجستية والتبادل الالكتروني للبيانات والتي من المفترض أن تسعي الدولة لليبية لتطبيقها لتطوير موانئها من أجل تحقيق ميزة تنافسية مع دول الجوار وتحويلها الى موانئ لوجستية، كما قام البحث بدراسة واقع ميناء الخمس البحري وحصر الاسباب التي تمنع الميناء اين يعمل بكامل قدرته الممكنة للتعامل مع السفن واعتبار ميناء الخمس البحري نموذج للموانئ الليبية، ويطمح هذا البحث من خلال هذه الدراسة إلى المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية من خلال الاهتمام بالأنشطة اللوجستية لدورها الهام في تطوير الاقتصاد والدور الوظيفي للموانئ الليبية مما يساهم في اقحام الموانئ الليبية في حركة التجارة العالمية للمساهمة في زيادة الدخل القومي للدولة.