Abstract:
بدأ مشهد العلاقات السورية التركية بالتغير بعد انتهاء أزمة 1998، فبرز توجه نحو الحوار والتفاهم لدى الحكومتين السورية والتركية، يحذوه السعي نحو إقامة علاقات أفضل وأكثر استقرارًا بين البلدين، فبدأ التوافق في الجانب الأمني، ثم انتقل إلى الجانب الاقتصادي والسياسي، وجرى توقيع عدة اتفاقيات في جميع مجالات الاختلاف، نفّذ معظمها في أوانه.
ولقد مثل وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا سنة 2002 ، بقيادة عبدالله غول لحظة تاريخية مهمة، انعكست لاحقا على توجهات تركيا الخارجية ومواقفها من قضايا المنطقة، مما عجل بعودتها نحو بيئتها الطبيعة في الشرق الأوسط بعد فترة طويلة تنكر فيها القادة الأتراك إلى معطيات الجغرافيا والتاريخ المشترك الذي جمع بينهم والمجتمعات الشرقية طوال 06 قرون من الزمن تحت حكم الدولة العثمانية، وقد مثل رفض البرلمان التركي الترخيص للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام القواعد العسكرية التركية في حرب العراق سنة 2003 المدخل الرئيس، أو نقطة التحول الرئيسة في علاقات أنقرة مع دول المنطقة العربيه ، والتي سرعان ما تطورت إلى شركات حقيقية بين أنقرة ومختلف الدول في المنطقة، فقد وقعت تركيا سنة 2008 اتفاقية إنشاء المجلس الإستراتيجي للتعاون مع العراق، وبعدها مع سوريا سنة 2009 ، وتلتها السعودية وقطر لاحقا....، كل هذا تم وفق إستراتيجية محكمة نسج فصولها مهندس نجاحات السياسة الخارجية التركية، رئيس وزراء تركيا وزير خارجيتها السابق السيد "أحمد داود أغلو" ،حيث تقوم هذه الخطة على توظيف كل العناصر المشتركة من تاريخ وجغرافيا و...وتفعيلها فيما عرف بالقوى الناعمة .