Abstract:
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف المكانة التي تحتلها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص في سياسة روسيا الخارجية. فقد شهدت هذه السياسة في السنوات الأخيرة تقدما تدريجيا وثابتا على الساحة الدولية، خاصة في بعض دول المنطقة. في البداية ركزنا على الإطار النظري الذي يفسر هذه السياسة، حيث توصلنا إلى أن الثالوث المكون من القوة والمكانة والهوية يشكل الإطار الأساسي لفهم طبيعة السياسة الخارجية الروسية. بعد ذلك، قمنا بتسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا، ومدى التقارب السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين. سعت الدراسة أيضا إلى إبراز المحددات والمرتكزات التي تحدد موقع سوريا في السياسة الخارجية الروسية. وقد قسمنا هذه المحددات إلى داخلية، تتعلق بالشأن الداخلي الروسي، وأخرى تتعلق ببيئة صناعة القرار، بالإضافة إلى المحددات الخارجية، وقد تبين أن المحددات الداخلية تلعب دورا رئيسيا في توجيه السياسة الروسية، بينما تمثل المحددات الخارجية عاملاً أساسيا في عودة روسيا إلى المنطقة. ركزت الدراسة على دوافع السياسة الدبلوماسية والعسكرية الروسية تجاه الأزمة السورية، حيث توصلنا إلى أن الدافع الجيوستراتيجي يعد الأساس الذي يضمن استمرار الدعم الروسي لسوريا، وأن مكانة روسيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بمستقبل الأزمة في البلاد.