Abstract:
حمداً لمن رسم على صفحات الكائنات دلائل توحيده، ورقم سطورها رسائل معلنة بوجوب وجوده إلى كافة عبيده، والصلاة والسلام على أفضل من حباه من فضله بمزيده، محمد المصطفى وآله وأصحابه القائمين بنصر دين الله وتأييده، وتابعي سنته وجماعة صحابته في تقويم العقد وتسديده، وبعد:
فإن إحياء التراث هدف سامٍ وواجب مقدس، وإخراجه للناس بصورةٍ ملائمة لروح العصر أمر ضروري للاستفادة بما يتضمنه من علوم ومعارف، كما أن الكشف عن كنوز التراث يعد وفاءً للعلم أولاً وللعلماء ثانياً، واهتمام من الخلف بما تركه السلف من كنوزٍ ومعارف شتى.
وإن مهام تحقيق هذا التراث لا تقل أهمية عن مهام الفكر، وربما كان النص المحقق منطلقاً تفكيرياً جدياً قد لا يتسنى لمن يريد التجديد في الفكر بدون سابق تثقيف في النصوص التراثية؛ ولذلك تميزت النهضات الحضارية كلها بالعودة إلى التراث؛ لأنها تعتبره المنطلق الأساسي الذي لا يتوفر بدونه الطموح الثقافي البعيد.
وقـد وقع اختياري على مخطوطٍ فـي علم التوحيد ( علم الكلام ) عنوانه " حاشية السنباوي على إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد " للعالم محمد بن محمد بن أحمد السنباوي الأزهري، المالكي، المغربي الأصل، الشهير بالأمير، من علماء أصول الدين في القرن الثاني عشر للهجرة على المذهب الأشعري لتحقيقه ودراسته.